منتديات ستار بوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ستار بوب

WwW.StaRBoB.FoRuMaRoC.NeT
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  تـــــــــلا عـــــــــــبــــــات .......................... بقلمـــي !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
youness zit
Admin
youness zit


المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 06/04/2013

 تـــــــــلا عـــــــــــبــــــات .......................... بقلمـــي !! Empty
مُساهمةموضوع: تـــــــــلا عـــــــــــبــــــات .......................... بقلمـــي !!    تـــــــــلا عـــــــــــبــــــات .......................... بقلمـــي !! Emptyالثلاثاء أبريل 09, 2013 11:42 pm

في كل مرة يحاولون أن يوهمونك بان الأمور طبيعية , و إن علاقتك بهم هي علاقة طبيعية , و أحيانا تسقى هاته الأوهام بعضا من إكسير الخرافة , يتفنون في التمثيل , يبدعون في رواياتهم حتى فاقة روعتها كتابات ملوك الكلمات , تندهش لما ينحتون مصطلحات لكي تلائم مبتغاهم الذي يحورون حقيقته حتى يعمي الأبصار .



أقف على جانب الطريق , واضعا " القفة " بين ساقي , انتظر مرور الناس بسياراتهم لعل و عسى أن أبيع من خبز أمي , فقد اقترب الدخول المدرسي , فضاعفت أمي في عدد الخبز لنشتري من ثمنه ما يلزمنا للدراسة , أنا متشوق لها , يقولون إن المدرسة عبارة عن عالم آخر , فقد قالت أمي أن من يدخل إليها تتغير حياته كليا , فمثلا لن أكون مضطرا لبيع الخبز مجددا , من يدرس لن يبيت للجوع أبدا , من يجد في دراسته لن يملك أبدا بيتا كالذي نملكه , سيكونبيته دافئا و ألوانه تدخل البهجة للنفس , واسعا و أبوابه من ألواح .



اشعر ببعض البهجة اليوم , و مع هذا اليوم الربيعي و الهواء العليل الذي يدق صنبور السعادة في النفس أحس أن حظي بدأ يتغير , لربما أجد كيسا من النقود , الكثير من النقود , ساترك هاته القفة في مكانها , و أعود للمنزل مسرعا لألاقي امي و اخبرها أننا أصبحنا أثرياء , و أنها لن تكون مضطرة للتفكير في كسب قوتنا مجددا , و لن تتعرض للحروق من طرف " الكوشة " البائسة , لأننا سنهدمها , و سيكون هدمها عبارة عن اجتماع عائلي تلقى فيه كلمة تأبين لتوديع " الكوشة " , و الإخطار بان عهدا جديدا حل على العائلة , سنضع خطة الطريق و نفك ألغازا كثيرة لمشاكلنا التي لطالما أصابت رؤوسنا بالصداع , سنقوم بتوفير كرسي متحرك لأختي الكبرى , و سننتقل من بيتنا إلى مكان أخر , بل سنغادر قريتنا كليا , عندما أجد كيس النقود , سأقوم بشراء الكثير من الألعاب لي و لأخي الصغير , سنقوم باللعب طول النهار , سأشتري ملابسا جديدة , و حذاء جلديا يقي قدمي من أشواك الدنيا , سأقوم بمساعدة الكثير من الأشخاص , و أساعدهم في حملهم الذي اختبره و اعرف معناه حق المعرفة . يا ليتني ألقاها , و استطيع أن اسعد أمي و إخوتي , و أدمر عتبة النحس التي تلازمنا .



اليوم لم تأتي بنت جيراننا " سمية " , لقد تعودت على القدوم يوميا لبيع التين , سمعت أمي تتحدث مع أختي البارحة و تقول لها أن والد " سمية" قد ساءت حالته , و أن طبيب القرية قد اخبر زوجته أن حالة زوجها ميئوس منها فحسب التحاليل التي أجراها مؤخرا تم الإثبات أن المرض قد تفشى في جميع أنحاء الجسد . نصحهم أن ينقلوه إلى العاصمة في اقرب الأجال لكي يخضع لعلاج مكثف و يكشف عن حالته بدقة , انه رجل طيب , لا يستحق كل هذا العذاب , مازلت اسمع صراخه الذي ينطلق كل ليلة , يشعرك بطعم الألم الحقيقي و إن لم تختبره , تحس أن الموت تطوف في الأجواء , تحضر بجوها البارد حاملة أهازيج العالم الآخر , تثبت الأوصال و تحطم الفؤاد لما تحمله من كآبة , أرجو أن يتعافى و يطيب , لعل حالهم تصطلح مجددا , فابنته اصغر مني , و لا ا خ أو أخت لها , فهي مجبرة إجبارا تاما على بيع التين , لان أمها ملازمة لوالدها و لا تستطيع أن تتركه وحده , حالهم تحبطني ,لكن ما يحيرني فلما لم يأتي إخوة " عمي السعيد " لرؤيته أو الاطمئنان عليه , أنا اعلم أن لديه شقيقين أتوا لزيارته العام الفارط , بدوا لي أن حالهم ميسورة , و أنهم لا يملكون عائقا ماديا , لكن في تلك المرة بدا " عمي السعيد " غاضبا , كنت انتظر في " سمية " لكي نلعب في حقلهم , حين خرج معهم و هو يكلمهم بنبرة تأكيد وقطع " ... لن أقوم بأي صفقة , هاذي دار يما و بابا ..." .



بعد خروج " سمية " و نحن في الطريق سألتها عن الشخصين الذي كانا يحدثهما " عمي السعيد " , أجابت أنهما عماها , إخوة والدها , أتوا لكي يقترحوا على والدها أن يبيع لهم المنزل و أرضهم الذي كان أبوها يفلح فيها , لكن والدها رفض ذلك , قالت يومها انه محبط جدا , فحين أتوا ظن انهم اتوا لرؤيته بعد غياب دام عشرة سنوات , لكن الوحوش استدرجتهم رائحة الجيفة , فطمعهم سبب قدومهم لا غير , بعد ثلاثة أيام سمعنا زوجته تصرخ فقد أغمي على زوجها و نقل إلى عيادة القرية , من يومها و حاله تزداد سوءا , حين أفكر في معنى الإخوة التي يتقلدها هؤلاء الأشخاص اشعر بالخزي منها , فبنظري , لا استطيع أن أتغير على إخوتي أبدا ما حييت , إخوتي همي و حالهم شغلي الذي يسكن روحي و كياني .



لقد بعت كل الخبز اليوم , لذا سأعود إلى المنزل , ستفرح أمي بأنني قد قمت ببيعه كله , فهي تشعر بأنه تكريم لمجهودها و تعبها في الوصول إلى مبتغاها الوحيد ألا و هو الحفاظ على ترابط شملنا و استقرار أحوالنا , فمنذ وفاة والدنا أصبحت هي المعيل الوحيد للعائلة , حيث أن عائلتي لم تستفد من تعويض من طرف الدولة اثر وفاة والدي بلغم زرع في الطريق الرابط بين قريتنا و الطريق الوطني ,لم نعرف مصدر اللغم اهو يعود إلى زمن الاستعمار أو قامت بزرعه احد الخلايا الإرهابية , تلقينا وعودا من طرف السلطات لتسوية أوضاعنا لكن الانتظار طال و خيبة أمالنا من جهتهم ,هي ليست تحسرات عن نفسي , بل الأمر الذي يغضبني كيف لهم أن يتركوا امرأة عاجزة تصارع كل هاته الأمور لوحدها , كيف لهم أن يتركوا امرأة لا دخل لها إلى ما كتبه الله لها لسد جوع ثلاثة أفواه إحداها مقعد , كيف لها أن تقوم بتوفير متطلبات الحياة و يدها تشوهت من حروق تلك اللعينة , هذا لا صلة له بالعدل , لا بالرجولة أو الشهامة , فالاستغلال و خدمة المصلحة الشخصية على حساب الغير هو استنزاف لأرواح الغير بطريقة غير مباشرة , ففي سني هذا اشعر بتعب غير عادي في جسمي كل ليلة , اعلم أن جسدي يعاني أكثر مما يتحمل , و اسمع همساته تلاعب أوتار فكري بان وقت الجهد لم يحن بعد , لما كل هذا الاستعجال في الأمور , هي ليست الحلول المناسبة للمشاكل المعيشة , فهذا لن يزيد الطين إلا بلة و يزيد الاسوء سوء .



لقد وصلت إلى المنزل , هههه هو ليس منزلا في الحقيقة , فأساساته هي مجرد ذكريات جميلة بدونها ما قبعت فيه دقيقة أكثر , وجدت أمي نائمة , و أختي تداعب أخي الصغير , ألقيت التحية عليهم , و سالت أختي الكبرى:

-ماذا حضرت أمي للغذاء ؟



فأجابت و فيها ابتسامة خفيفة:

-لم تحضر شيئا , لا يوجد طعام في هذا المنزل سوى الخبز .



فعقبتها متسائلا و في صوتي قطرات من الحزن:

-ولما ؟ أنا في شدة الجوع , و بعد كل هذا الإرهاق لا يجد الشخص ما يأكله , بل و حتى يلاقى بالمتسبب الرئيسي في تعبه , الخبز ... قالت هنالك خبز ....



ردت قائلة أن صاحب المحل امتنع عن البيع لهم حتى يسددوا ما عليهم من ديون سابقة , انه مشكل آخر قد حل علينا من جديد , كأن ما علينا لا يكفينا , تعبت و تعب من معي , و لا لذة في حياة كهذه ... أمي ... أمي ....... استيقظي .... فقد عاد ابنك ..... أمي , عاد إليك و صرح آماله قد تحطم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starbob.yoo7.com
 
تـــــــــلا عـــــــــــبــــــات .......................... بقلمـــي !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار بوب :: المنتديات العامه :: قصص و الروايات-
انتقل الى: