الوردة الحمـــراء

الوردة الحمـــراء

-لماّ أرتني الوردة الحمــراء وقد ذبلت و مات عطرها ,بعد مرورو كل ذلك الزمن الطويل ,لم أفكر كثيرا ووجدت نفسي أطلب يدها للزواج بحب صادق ,فإمرأة بقيت وفية لي

دون ان أعدها بشيء لهي أجدر الناس بأن تكون شريكة حياتي للأبد ...

بداية القصة كانت في آخر سنة جامعية لي ,أتذكر يومها أني تأخرت في كتابة المحاضرة من على الصبورة ,ولما كنت أهم بالخروج رأيت وردة حمراء جميلة على الأرض فألتقطتها

لأصطدم بها ,إنها نورة طالبة ومؤدبة ومجتهدة لم تكن فائقة الجمال لكن بها جاذبية ناعمة ,بها هدوء يجعلك ترتاح لها .

حينها دون تفكير قدمت لها الوردة الحمــراء دون أن يخطر ببالي أن تصرفا كهذا قد يثير بها مشاعر ما ..كنت عفويا وكانت مندهشة فتأوهت برقة بالغة

هل تفعل الورود الحمراء كل هذا بالنساء ؟

أم لأني كنت أنا من أهداها لها؟

لم أحلل كثيرا الموضوع وقتها لكن مع توالي الأيام لاحظت أن إهتمامها بي يزداد وضبطتها أكثر من مرة تسرق نظرات خجولة لي ..

ندمت على تصرفي ,ترى هل فهمت أني أحبها أو أرغب بها أم ماذا ؟

هي فقط صدفة لم اخطط لها رأيت وردة حمراء وكانت أول بنت أصادفها فقدمت لها الوردة وإنتهى الأمــر.

صرت أتجنب الإقتراب منها خوفا من أن تبني أحلامها على وهم لن يتحقق ...فقد كنت أعرف أني لست بمزاج ولي بظرف يسمح لي بالوقوع في الحب أو الإرتباط

مازال مستقبلي مظلما ومازال لي كثير من الأمنيات أحققها قبلا لأكون قادرا على الحب والزواج ...

كنت ألمح حزنها و أحس أني السبب فكرهت نفسي أكثر وصرت أغيب عن الدروس وأبتعد قدر الإمكان عن الجامعة

الحمد لله أنه كان آخر عام و تخرجت وهي وودعنا بعضنا كزملاء دراسة أغراب ,كانت تريد أن تتكلم لكني أرغمتها على الصمت ...

مرت أعوام وصرت موظفا في شركة محترمة و حققت كل طموحاتي وبقي لي أن أجد زوجة صالحة لي , وكلما تعرفت على إمرأة سواء عن طريق العائلة أو في العمل أو بالصدفة

يحدث شيء ما ليفسد الأمر ,أجد قلبي فجأة يرفضهن لأسباب مختلفة فهذه مادية وأخرى متحررة و تلك جاهلة أنانية ...

كنت أجلس في الحافلة أعبث بهاتفي النقال حين سمعت صوتا رقيقا دافئا :

-هل تسمح لي بالجلوس أخي؟

-تفضلي تفضلي

-لم أصدق عيني لقد كانت هي نورة ؛إزدادت جاذبية ورونقا ,دهشتي جعلتها تقول :لقد عرفتني إذن ؟

نعم كيف حالك ؟

-بخير ماذا عنك ؟

و توالت أحاديثنا وعرفت أنها لم تتزوج بعد ...ولما إقترب موعد نزولها قالت لي أريد أن أريك شيئا

أخرجت كراسة قديمة ووسطها كانت هناك وردة حمراء ذابلة لكنها تنطق بكل شيء...وباقي القصة تعرفونه.